تطورت موجة قوية من الجفاف على منطقة الجزيرة العربية ومشرق الوطن العربي بموسم 2016-2017 عملت على انخفاض معدل الامطار في نطاق واسع من الجزيرة العربية، كما شهدت بعض المناطق القليلة موجات قوية جدا من السيول تمثلت في اجزاء من الشرقية ومدينة ابها وبعض اجزاء منطقة الرياض خلال الموسم الحالي، حيث تتميز موجات الجفاف في الجزيرة العربية بانخفاض معدل الامطار كثيرا وعشوائية سقوطها وان حصلت تكون في كميات كبيرة في مناطق محدودة تؤدي لحصول اضرار كبيرة.
لم تتغير الظروف الجوية منذ بداية الموسم حتى شهر فبراير، انقطاعات مطرية كبيرة وحالات مطرية قليلة جدا تؤثر على نطاقات قليلة، الا أن هناك بوادر على تحسن الموسم خلال الفترة القادمة لتشمل الامطار نطاقات اوسع مما حصل في الاشهر السابقة، كما تتكرر موجات الامطار بوتيرة اسرع من السابق لكنها قد تتصف بالقوة وتزمانها مع الغبار الكثيف نظرا لقلة الامطار.
يعود سبب موجة الجفاف الى دورات مناخية تتكرر بشكل طبيعي في الجزيرة العربية وتسببها ظواهر مناخية كبيرة حول العالم واهمها ظاهرة اللانينا، التي تكررت في موسم 2007-2008, 2010-2011 , 1998-1999، وغيرها من المواسم، جميع هذه المواسم كانت جافة ولكن حصل بها ايضا موجات قوية جدا من السيول على بعض المناطق المحدودة (طبيعة الموجات الجافة في الجزيرة العربية)، وهذا مطابق ما تم شرحه في المدونة وتغريداتي في تويتر.
بالنظر الى الظروف المناخية الحالية، فيلاحظ أن حالة اللانينا لفظت انفاسها الاخيرة، وتحولت بشكل سريع الى النينو، في الحقيقة هذا امر مذهل واسرع مما هو متوقع، لقد حصل دفئا سريعا في جميع الاجزاء الشرقية والوسطى من المحيط الهادئ الاستوائية بشكل سريع ولافت، حتى ان حركة الرياح التجارية يتوقع ان تتراجع مع انخفاض حرارة المياه حول القارة الاسترالية والذي يؤثر ذلك على خلايا جوية رئيسية في الغلاف الجوي.
سيؤدي ذلك كما تم شرحه بتغيير المنظومة الجوية بشكل سريع، ولكن هناك القدرة على التنبؤ به، للاسف ان هذا التغير سيكون عنيفا على منطقة الجزيرة العربية، هناك فعلا حالات جوية قد تكون متطرفة متوقعة في فترة الربيع، واهم هذه الفترات بين اواخر مارس وبداية ومنتصف ابريل، لذلك يجب على الجهات المعنية الانتباه جيدا.
ان حالة النينو او تغير ظروف المحيط الهادئ بسرعة له القدرة على تغيير القوالب الجوية الرئيسية سريعا مثل تغيير حركة التيار النفاث شبه الاستوائي بسرعة كبيرة والذي لهما الاثر البالغ في الظروف الجوية التي تؤثر على المنطقة.
سيؤدي ذلك الى:
*حالات عدم استقرار جوي قوية في منطقة الجزيرة العربية.
*كثرة الموجات الغبارية الكثيفة فترة الربيع( نظرا لقلة الامطار).
*تغير درجات الحرارة بسرعة.
إن فرصة هذه الحالات الجوية القوية تبدأ من نهاية مارس وحتى منتصف ابريل، وتكون اكثر قوة خاصة حول بداية ابريل الى منتصفه (كما هو محسوب احصائيا بناء على السنوات المتشابهة) ، يجب على الحكومات الاستعداد لمواجهة الظروف الجوية المتطرفة المتوقعة والتي قد تسبب الخسائر.
مع العلم نجحت النشرة الموسمية التي حذرت من موجة الجفاف المتوقعة على المنطقة، حيث تقل الامطار في نطاق واسع وتزداد فرص السيول القوية في نطاقات ضيقة.
الحالات الجوية الربيعية القوية طبيعية في الجزيرة العربية، لكن يتوقع هذا الموسم ان تكون اكثر قوة ولا يقصد بذلك الامطار الغزيرة فقط، وانما الموجات الغبارية الكثيفة وشدة العواصف الربيعية، بمعنى ان التطرف في الظروف الجوية متوقع.
ويعود سبب ذلك الى توقع اندفاع الهواء البارد من شرق القارة الاوروبية وغرب اسيا نحو الجزيرة العربية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، يؤدي ذلك الى عدم استقرار الطقس وارتفاع فرصة العواصف الاشد قوة من المعتاد وفرصة الموجات الغبارية الكثيفة جدا او العواصف الترابية والتي تؤثر سلبا على الكثير من القطاعات.
لا يمكن تجنب هذه العواصف ، ولكن يمكن التقليل من الخسائر التي قد تسببها وتحسين البنية التحتية او الاستعداد لمختلف القطاعات.
هذه النشرة الملخصة مخصصة للفت الانتباه من الظروف الجوية المتوقعة في الفترات القادمة وخاصة التي تقع في بداية ابريل، حيث سيتم اصدار نشرة جوية موسمية خاصة في بداية مارس.
الخبير والمحلل الجوي.. حسن عبدالله
الله يوفقك أستاذ حسن بالنسبه للعراق هل يتأثر بهذه الظروف وربي يحفظك
ردحذفعن ابي هريره رضي الله هنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
ردحذف