الخميس، سبتمبر 30، 2010

المنخفضات الحركية ومنخفض البحر الاحمر .

ان اهم مصادر الامطار على الجزيرة العربية ، هو وجود ونشاط المزيد من المنخفضات الجوية ، المسؤولة عن تصدير الهواء البارد ، او توغل الجبهات الباردة ، وزيادة نشاط منخفض البحر الاحمر ، او تدفق التيار الجنوبي الغربي الرطب بسبب هذه المنخفضات .


في فصل الخريف ، يكفي تواجد امتداد ضعيف لمنخفض في الطبقات العليا من الجو ، ويلتقي مع امتدادت رطبة لمنخفض البحر الاحمر ، وحصول امطار تصاعدية (اي امطار نتيجة حركة عمودية للهواء الى اعلى ) ويعني ذلك تسخين حاد للشمس ، وانخفاض كثافة الهواء في الاسفل ، مع تدفق هواء بارد في الطبقات العليا .


اما في فصل الشتاء ، فعنصر التسخين ضعيف ، وتسيطر على الجزيرة العربية مرتفعات جوية قوية (نتيجة الفوارق الكبير بين المسطحات المائية واليابس ) فهذا يعطي ضعف في نشاط المنخفضات الحرارية ، وتحتاج الى قوة ديناميكية ليزداد نشاطها .
ان اهم هذه القوى الديناميكية ، هي منخفضات جوية متوغلة الى الجنوب اكثر من المعتاد ، مصحوبة بجبهات باردة ، وفوارق حرارية كبيرة افقية .
وهذا يعتمد على مدى نشاط منخفض البحر الاحمر وتوفر الرطوبة الجوية فوق الجزيرة العربية .

فعند تقابل احدى الجبهات الباردة ، مع توغل نشط لمنخفض البحر الاحمر مصحوب بتيارات رطبة جنوبية غربية ، فسيؤدي الى ارتفاع هذه التيارات على مقدمة الجبهة (وهي الهواء البارد الثقيل) وارتفاعها على جانبها ، وتشكل سحب هائلة ركامية.

اما اذا تقابلت هذه الجبهة مع امتداد ضعيف لمنخفض البحر الاحمر ، او امتداد غير فعال له ، نتيجة تواجد هواء حار في المتن العلوي (تابع لامتداد المرتفع الجوي الاوزوري في الطبقات العليا ) فسيؤدي لتيارات شمالية غربية هابطة ، وعواصف رملية ، لانه في الاصل لا توجد رطوبة لحصول التكثف ، او الهواء غير قادر على اختراق الطبقات الجوية اعلاه نتيجة لثقل الهواء القادم من الاعلى (امتداد لمرتفع جوي)


في الحقيقة لا يحصل هذا فقط في الجزيرة العربية ، بل يحدث بوضوح خاصة فوق الاردن وفلسطين .
فاثناء نشاط المنخفضات الجوية ، وخاصة التي تندفع مبكرا شمالا شرقا ، فهي تدفع تيارات جنوبية غربية جافة قادمة من الصحراء الكبرى او صحاري مصر ، فعند اندفاع الرياح الشمالية الغربية ، فلن تؤدي الا لبعض الغبار المثار ، وسحب منخفضة.
وهذا يحدث كثيرا .
ولذلك تنحسر الامطار وتتجمع السحب بكثافة فوق شمال غرب سوريا ، ولبنان دون الاردن وفلسطين .


لذلك نظرية السلبية للمنخفضات الحركية لا اساس لها من الصحة ، ودقتها منخفضة ، والملاحظة هذه لا تتم باسس علمية صحيحة ، او تحليلات دقيقة، فهذا يعتمد على الظروف المهيأة للجزيرة العربية .


حالة فيضانات جدة ، يوم 25-11-2009 ، لاحظ هذه السحب الركامية العملاقة.
والمنخفض الجوي المتمركز على سوريا .
ان سبب هذه الامطار هو التقاء هذه الجبهة الباردة مع تيارات جنوبية غربية شديدة الرطوبة مترافقة مع منخفض البحر الاحمر .


يوم 22-يناير-2005، منخفض جوي متمركز شرق المتوسط .
لاحظ هذه السحب التي تغطي معظم الجزيرة العربية ، والامطار الهائلة من غرب الجزيرة حتى شمال شرقها ، وكذلك على بلاد الشام.


وفي بعض الاحيان تكون النتائج معاكسة :
بعد العاصفة الثجلية العنيفة على بلاد الشام وخاصة الاردن ، ما بين 30 يناير حتى 2 فبراير من 2008 ، عواصف رملية قوية على الجزيرة العربية وخاصة الخليج.



فاقمارا تعطينا امطار ، واقمارا غبارا ، وهذا يعتمد على ظروف الجزيرة العربية.



هناك تعليق واحد:

  1. شكراً جزيلاً لك أخي الكريم والبارع Best Weather على تحليلاتك الرائعة
    تقبل تحياتي
    تركي المحيا
    اليمن

    ردحذف