الخميس، فبراير 17، 2011

عام 2010 ، كان حارا ودافئا فوق معظم اجزاء الوطن العربي


لقد سجل عام 2010 ، درجات حرارة دافئة ، ودافئا جدا فوق معظم اجزاء الوطن العربي، كذلك تاثرت بعض اجزائه بموجات حارة شديدة وغير مسبوقة في الصيف الماضي ، كما تشير اليها الخريطة في الاسفل:
اكثر المناطق تاثرا بهذا الدفء الشديد ، هي بلاد الشام ، شمال السعودية ، العراق ،الكويت واجزاء واسعة من الصحراء الكبرى العربية ، حيث تجاوز ارتفاع الحرارة عن المعدل اكثر من 3 درجات مئوية فوق العراق .
بينما يظهر ان اجزاء من شمال شرق الجزائر وشمال تونس حرارة حول المعدل الى اعلى بقليل بحوالي نصف درجة .


وشهدت الشام والجزيرة العربية صيفا شديد الحرارة ، حيث وصلت الحرارة الى اكثر 53.5 الى حدود 54 درجة مئوية في اجزاء من الكويت والعراق ، وتعدت الحرارة 43.5 درجة مئوية في العاصمة الاردنية عمان، كذلك وصلت الى اكثر من 51 في منطقة البحر الميت في جانب الاراضي المحتلة الفلسطينية ، وكانت هذه الموجات الحارة ضمن الموجة الحارة التي ضربت الجزء الشمالي من الغلاف الجوي في صيف 2010 ، وواصلت تاثيرها حتى روسيا ، مما سببت حرائق في الغابات ، وارتفاع حاد في نسبة غاز ثاني اكسد الكربون وأول اكسد الكربون .
صورة لاثار حرائق غابات روسيا بسبب الحرارة الشديدة والتي ادت الى اطلاق غازو اول اكسيد الكربون


يعود سبب هذا الدفء الحاد والكبير في اجزاء كبيرة من الوطن العربي الى ارتفاع المستمر في قيم الضغط الجوي في القطب الشمالي وكذلك شمال المحيط الاطلسي ، مما ساهمت وساعدت في تاثيرها شبه المستمر ضمن كتل هوائية حارة وجافة مصدرها من الصحراء الكبرى وصحاري الجزيرة العربية ، او المناطق المدارية الجافة .
يعود سبب ارتفاع الضغط في القطب الشمالي الى سخونة شديدة وحرارة مرتفعة اثرت على مياه شمال المحيط الاطلسي ، مما ساندت بشكل غير مباشر في ارتفاع الضغط الجوي هناك ضمن حركة الغلاف الجوي العامة .
وترافق هذا الارتفاع الشديد مع نمو حالة عنيفة وقوية من اللانينا في المحيط الهادئ ، وتعني انخفاض حرارة المياه في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ عن المعدل العام ، وجاء كل هذا مع انخفاض الاشعاع الشمسي ، ومرور الشمس بعدد معدوم الى قليل من البقع الشمسية ، وهذا يعني نظريا بقلة كثافة غاز الاوزون في طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي ، مما يؤدي الى مرور الاشعة الفوق البنفسجية بشكل اكبر نحو طبقات الغلاف الجوي الاقل حتى الى سطح الكرة الارضية .

حالة قوية من اللانينا تؤثر على الغلاف الجوي وتعني انخفاض الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ


ساهمت كل هذه المعطيات وترافقها مع بعض الى صنع هذا الارتفاع الشديد في الحرارة ، وليس لنظرية الاحتباس الحراري اي علاقة في تفسير هذا الارتفاع الشديد -وهذا على حسب راي موقع المناخ العربي- ، فالمعطيات المناخية من عدة مصادر تثبت انها الكرة الارضية مرت بظروف محيطة وداخلية نادرة وهذه الظروف هي ما صنعت هذه الموجات الحارة الشديدة، والدليل على ذلك ،هي مرور القارة الاوروبية بعواصف ثلجية هي الاكثر قوة وعنفا منذ عدة عقود ، وهذه المعطيات ايضا تفسر كيف مرت القارة الاوروبية بهذه العواصف الثلجية التاريخية


وما زال الدفء والحرارة الاعلى من المعدل تؤثر على اجزاء من الوطن العربي حتى الوقت الحالي ، وتشير كثير من النتائج الى فرصة تعرض بعض المناطق لمزيد من الموجات الحارة وخاصة مناطق مشرق الوطن العربي خلال فصل الربيع .





حتى شتاء 2010-2011 ، ما زالت اجزاء من الوطن العرابي وخاصة العراق وبلاد الشام تسجل درجات حرارة اعلى من المعدل العام .

هناك 4 تعليقات:

  1. .
    أشكرك على طرح مثل هذه المواد العلمية وفي الحقيقة أجد المتعة والفائدة في قراءة مثل هذه المواضيع .

    بالفعل الحرارة العالية كانت محسوسة بدرجة كبيرة ، وخصوصاً شتاء العام الماضي الذي كان دافئاً وغريباً بعض الشيء.

    لدي سؤال استاذي الفاضل : في فصل الربيع وخصوصاً لدينا في وسط السعودية هل تتوقع أن الحرارة الحالية ستعمل على إحداث طاقة كامنة بحيث تصبح هناك فوارق حرارية كبيرة وبالتالي فرصة لتكون السحب الرعدية القوية والمحملة بالبرد ؟ ام أن هذا الأمر يعود الى مدى و قوة تمدد المنخفض الحراري الرطب ؟

    ردحذف
  2. احسنت والف شكر خبيرنا الغالي ... ما ذكرته ملاحظ خصوصا في فترة (( الشبط )) العام الماضي وهذه السنة سبحان الله

    ردحذف
  3. العفو اخواني الاعزاء

    بالنسبة لاخي العزيز راين لوفر ، نعم الحرارة العالية قد تؤدي الى تشكيل طاقة كامنة كبيرة اذا ما دخل الهواء الباردة بسرعة وبشكل مفاجئ فوق منطقة ما بشرط توفر الرطوبة الجوية .
    اما بالنسبة للفترات البعيدة فلا يوجد ادلة كافية تثبت الفائدة من الحرارة العالية في فترة زمنية بعيدة إلا فوق المسطحات المائية نظرا لاحتفظاها بالحرارة عكس اليابس ، ولكن ما نلمح اليه ، هو دخول موسم الصيف بقوة فوق الهند والساحل الافريقي ، كذلك الارتفاع الكبير للحرارة ، وربما هذا يصنع لاحقا ارتفاع حرارة اكبر في فصل الربيع ويصنع موسما قويا كما تشير بعض الاشارات .

    ردحذف
  4. اشكرك خبيرنا best weather على المعلومات القيمة وانا من اشد المتابعين لإطروحاتك العلمية

    درجات الحرارة فوق الهند عالية جداً هل هذه اشارة لموسم صيف قوي على الجزيرة العربية وخاصة وسط المملكة العربية السعودية .

    ردحذف