الاثنين، سبتمبر 21، 2015

الكتلة الهوائية الباردة الاولى على شرق المتوسط، وصلت على الموعد، لكن هناك امر غريب يتواجد على الجزيرة العربية



حسن عبدالله- وصلت الكتلة الهوائية الباردة - نسبيا- الاولى هذا الموسم والتي وصلت على الموعد المعتاد تقريبا، وبدأت تعمل على انخفاض درجات الحرارة وتكاثر الغيوم وتساقط زخات الامطار المتفرقة في بلاد الشام وشرق المتوسط.

لكن هناك امرا غريبا في وصول هذه الكتلة الهوائية الباردة نسبيا في الموعد وهو تزامنها مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة داخل الجزيرة العربية، فما زالت الحرارة تسجل قيم صيفية او قريبة من الصيف.

يسبب ذلك بالعادة او كما حصل خلال اليومين السابقين استمرار تكاثر السحب الرعدية على غرب السعودية وشمالها وشمال غربها  احيانا، وذلك بسبب حصول تلاقي بين كتلتين هوائيتين مختلفتين في الخصائص، يجب ان نعلم ان الكتلة الهوائية الباردة نسبيا الاولى تعتبر ضعيفة مقارنة ما يتوقع ان يأتي في نهاية سبتمبر وبداية اكتوبر.

اذا نحن امام نشاط مرتقب لمنخفض البحر الاحمر يبدأ مع نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر اكتوبر على المنطقة، فالحرارة المرتفعة عن المعدل والتي يوقع ان تأتي خلال الخريف القادم ستكون المحفز الكبير لقوة حالات عدم الاستقرار في بعض المناطق الداخلية من الجزيرة العربية خاصة.

اذا بالرغم من طبيعة الاجواء الخريفية في بلاد الشام وشمال السعودية، الا ان ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها بشكل كبير ليس اغتياديا، اذا نحن امام طقس غير مستقر ومضطرب في الفترة القادمة.

كما يسبب ذلك احيانا نشاط الرياح واثارة الغبار وتشكل العواصف الرملية، لكن هذا لن يحصل على الاقل هذه المرة، لكن ربما في المرات القادمة.




السبت، سبتمبر 19، 2015

الحمى الاقوى للغلاف الجوي منذ عام 1880




حسن عبدالله- لم يشهد العالم صيفا طويلا وقاسيا وعنيدا مثل هذا الصيف منذ عشرات السنين، فمنذ بداية السجلات المناخية عام 1880، لم نرى درجات حرارة مثل هذه، قياسية وقوية وموجات حارة كانت قاسية يشهدها العالم، ليس ذلك فحسب، فما زالت القارة الاوروبية تشهد موجة حارة قوية بالرغم من دخولنا فصل الخريف، يعني ذلك ان غلافنا الجوي مصاب" بحمى قوية" ، هذه الحمى هي الاقوى منذ عشرات السنين.


فسجلت درجات الحرارة اعلى من معدلها العام في مناطق اليابسة في شمال الكرة الارضية في شهر يوليو بحوالي 1.3 درجة مئوية، وسجلت في المحيطات شمال الكرة الارضية اعلى من معدلها بحوالي 0.7 ( حيث ساهم المحيط الهادئ ذلك بقوة)، وسجلت درجات الحرارة العالمية اعلى من معدلاتها بحدود 0.85 درجة مئوية لتقترب من درجة مئوية واحدة، وتعتبر مثل هذه القيم هي الاقوى تاريخيا منذ بداية السجلات المناخية في عام 1880، انها اقوى حمى يصاب بها الغلاف الجوي.


لوحظ عبر دراسة درجات الحرارة في المحيطات، ارتفاع هائل في درجات الحرارة السطحية للمحيط الهادئ بشكل كامل، وليس المنطقة الاستوائية وحسب، وهذا يعتبر امرا غير اعتياديا ونادرا، وقد يكون المسؤول القوي عن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الشمالية من الغلاف الجوي هذا الصيف بشكل قوي، لكن لا يتوقع ان يطال هذا الارتفاع، على الاقل بعض المناطق على المدى البعيد، فهناك تغييرات مهمة ستحصل لاحقا.

وبالنظر الى الموجات الحارة القوية التي ضربت العالم هذا الصيف والتي طالت معظم المناطق والاخص القارة الاوروبية ومن ضمنها فرنسا وايطاليا والمانيا، ووصلت ايضا الى الجزر البريطانية ومناطق واسعة من امريكا الشمالية، كما طالت الكثير من مناطق جنوب غرب القارة الاسيوية والهند، ووصلت الموجات الحارة لتطال كامل مناطق الوطن العربي وايران، وتسبب موجات الحر بوقوع ضحايا كثر، وتجاوز هذا الصيف بقوته صيف 2010 الشهير.

وسجلت الكثير من مدن العالم درجات الحرارة الاعلى تاريخيا منذ بداية السجلات المناخية، كما سجلت درجات الحرارة في المحيطات قيم مرتفعة جدا عن معدلاتها العامة.

ويعود سبب قوة الموجات الحارة هذا الصيف الى حالة قوية من " النينيو" المسؤولة ايضا عن العواصف والاعاصير وتطرفات حالة الطقس الحادة هذا الموسم، والنينيو هي ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، وتتكرر الموجات الحارة القوية عادة في هذه الظاهرة المناخية، حيث حصلت موجات مشابهة في عام 2010، وعام 1998.

برودة متوقعة في بعض المناطق الشتاء القادم:
وبالنظر الى توقعات متوسطة وبعيدة المدى والتي قد تمتد الى 12 شهرا منذ الان وبشكل عالمي وعام، لوحظ من خلال النظر الى سنوات المناخية المتشابهة او تصرفها على الاقل، انها تتشابه في حصول تطرفات مناخية حادة وشديدة، فمثلا يلاحظ امكانية حصول موجات برد قوية في اجزاء من شمال المحيط الاطلسي واجزاء من جنوب شرق القارة الاوروبية ووسط البحر الابيض المتوسط واطرافه الشرقية، ربما تطال مناطق عربية خاصة التي تقع بالقرب من وسط البحر الابيض المتوسط، كما يلاحظ امكانية ان تشهد الجزر البريطانية طقسا شديد البرودة هذا الشتاء واجزاء من غرب القارة الاوروبية، ووصولا الى وسط الولايات المتحدة الامريكية.

شمال المحيط الهادئ: عواصف قوية
وهناك احتمالية مرتفعة جدا ان تشهد مناطق شمال المحيط الهادئ كذلك اجزاء واسعة من الاسكا عواصف قوية " اكثر من المعتاد" وبالطبع شديدة البرودة والقساوة.

سيبيريا وجزيرة جرينلاند: اكثر دفئا وجفافا:
ومن الملاحظ ايضا ان هناك مناطق سوف تستمر درجات حرارتها دافئة اكثر من المعتاد، بمعنى ان سلوك الدفء سيستمر هذا الشتاء، وسيكون اقل قساوة وخاصة سيبيريا واجزاء واسعة من روسيا، لكن ذلك سيعكس على هطول ثلجي اقل، ويعني ذلك ان عدد العواصف الشتوية سيكون قليلا بمشيئة الله، في تلك المناطق، ايضا يخشى ان تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تناقص الجليد في جزيرة جرينلاند.

 الغلاف الجوي يعالج نفسه:
  فالغلاف الجوي يواجه درجات الحرارة المرتفعة بطريقته الخاصة، فهو يحاول ان يصل الى مرحلة يحافظ فيها على توازنه وتخفيف حرارته المرتفعة، وذلك عن طريق ارتفاع معدل الاعاصير والعواصف الاستوائية القوية، كما قد تحصل موجات برد شديدة وموجات من السيول، فالظروف الجوية القاسية التي قد يلاحظها البعض هي لمحاولة الوصول الى التوازن والحفاظ على معدل درجة الحرارة في كوكب الارض قدر الامكان.

ساضع المزيد من الدراسات عن سبب الموجات الحارة القوية وعن احتمالية انعكاس ذلك بحدوث موجات برد قوية في بعض المناطق الشتاء القادم.


الجمعة، سبتمبر 18، 2015

"النينيو" تكمل عامها الاول، وستضرب العالم بقوة الاشهر القادمة




حسن عبدالله - يتابع العالم حاليا حالة قوية من النينو بدأت تعصف بالعالم منذ عام 2014، وهي ليست بالجديدة، الامر الجديد هو قوتها المتزايدة والنادرة التي لم تحصل منذ عام 1998، وقبلها 1983.

الاجواء المتطرفة( وتعني كثرة العواصف وموجات الحر والبرد والاعاصير) سببتها حالة النينيو الحالية بشكل رئيسي، وذلك عبر حدوث خلل في حركة الغلاف الجوي، يبدأ الخلل ليصيب الخلية العظمى الرئيسية في المحيط الهادئ ثم ينتقل بشكل سريع ليضرب شمال المحيط الهادئ وامريكا الشمالية، ثم ينتقل هذا الخلل ليصيب مناطق واسعة من العالم تدريجيا.

بدأت حالة النينيو منذ صيف 2014 وهي ليست بالجديدة، الجديد بالامر ان العالم بدأ يلاحظها منذ اواخر شتاء 2015، عندما بدأت تشتد قوتها وبدأت اثارها المتطرفة تلقي بظلالها على العالم، الجزيرة العربية والمنطقة العربية كانت تتأثر ايضا بالنينيو بقوة، والتقارير التي كانت تصدر من بعض الجهات بعدم تأثر الجزيرة العربية بهذه الظاهرة المناخية العملاقة هي تقارير ضعيفة ولا تتم من دراسة علمية او خبرة واسعة.

الخريف القادم: عاصفة النينو تصل الى ذروتها:
ساطلق على النينيو الحالية " بعاصفة النينيو، وليس بحالة النينيو فقط، وذلك لان قوتها اصبحت كبيرة وتفوق درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية عن درجتين مئويتين، ويتوقع ان تشتد هذه الحالة لتقترب من قوتها في عام 1998، ان تأثير عاصفة النينو الحالية هي سلبية جدا على العالم، فموجات الجفاف والسيول والعواصف والاعاصير ستزداد، عندما يبدأ الغلاف الجوي الشمالي في الكرة الارضية يبرد خلال الاسابيع القادمة، سنعرف لماذا اطلقت عليها " عاصفة النينيو"، انها بكل بساطة تعصف بالمناخ العالمي.

الاحتباس الحراري ، هل له علاقة بالنينيو؟
الكثير من الدراسات تحاول ان تربط حالة النينيو بالاحتباس الحراري، لكن يجب علينا ان نعلم ان النينيو هي ظاهرة مناخية طبيعية ناتجة عن تغير حرارة المحيطات، ولا يمكن اي يكون المناخ ثابتا دائما من حيث درجات الحرارة، حتى لو درسنا الكواكب الاخرى سنجد تغيرا مناخيا يحدث دائما.

دراسة تفصيلية للوضع الحالي:
بالنظر الى خريطة درجات الحرارة التي تؤخذ عن طريق سفن TAO، يلاحظ عدة امور مهمة:
*الحرارة المرتفعة تتمركز في النطاق الاوسط، هناك منطقة تصل فيها درجات الحرارة اكثر من 3.5 مئوية عن معدلاتها العامة، انها منطقة ساخنة، انها تعبر فعلا عن عاصفة " النينيو " الحالية.
*الرياح التجارية ضعيفة في معظم اجزاء المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ، لكنها تشتد مباشرة بشكل بسيط في الجزء الشرقي، هذا ما يجعل المنطقة الوسطى الاكثر سخونة.
*ما زالت الرياح الغربية تهب بقوة في الجزء الغربي من المحيط الهادئ، ان هذا يعبر ان الضغط الجوي ما زال مرتفعا قرب القارة الاسترالية بشكل غير اعتيادي، فالمياه الدافئة التي تتواجد هناك تتكدس في وسط المحيط الهادئ مما يؤثر سلبيا على الخلية العظمى الاستوائية في المحيط الهادئ.
* يسجل معامل SOI في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ يسجل قيمة سلبية قوية وصلت الى -20، وهي معدل انحدار الضغط الجوي بين بلدة داروين في شمال استراليا وجزيرة تاهيتي وسط المحيط الهادئ، يعني ذلك ببساطة ان الضغط الجوي مرتفعا بشكل كبير شمال استراليا مقارنة مع تاهيتي، ان القيمة هذه تعني ان الاوضاع معاكسة للوضع الطبيعي.

القيم اعلاه تدعم بشكل متزايد قوة حالة النينيو في المستقبل القريب وخاصة خلال الخريف وبداية فصل الشتاء، نعم سيعكس ذلك بقوة على المناخ العالمي بمشيئة الله ومن ضمنها الجزيرة العربية.