الأربعاء، أبريل 04، 2012

حالات عدم استقرار جوي اكثر قوة خلال الايام القادمة حتى الاسبوع القادمة فوق الجزيرة العربية





يزداد النشاط فوق الجزيرة العربية يوما بعد يوم ، حيث يعود السبب الى زيادة قوة وتماسك الكتلة الرطبة الغير مستقرة التي تسيطر على الجزيرة العربية منذ فترة ، حيث تترافق هذه الكتلة الرطبة مع امتداد نشط وفعال لمنخفض البحر الاحمر .


وما يزيد من عدم استقرارية الكتلة الرطبة هي استمرار تدفق تيارات باردة في الطبقات المتوسطة والعلوية من الجو ، وتقابلها مع هذه التيارات الحارة والرطبة الغيرة مستقرة اصلا ، مما يزيد من عدم استقراريتها وتشكل سحبا ركامية هائلة يوميا في فترات العصر"الفترة الافضل لحصول الفوراق الحرارية الراسية الشديدة بين الهواء الحار والرطب في الطبقات السطحية والبارد في الطبقات العلوية من الجو" .


خلال الايام القادمة ، تزداد التيارات العلوية الباردة بالتعمق عبر اجواء الجزيرة العربية ،وبنفس الوقت يزداد تعمق منخفض البحر الاحمر وترتفع الحرارة السطحية بشكل اشد وتزداد نسبة الرطوبة الجوية ، وتشتد حدة عدم الاستقرار الجو لتصبح شديدة وقوية ، وذلك على معظم اجزاء جنوب غرب السعودية وصولا الى سواحلها الغربية كذلك الى وسط السعودية وشمالها وشمال شرقها ودولة الكويت وشرق العراق .


نحذر الجميع من قوة هذه العواصف ، ومن الامطار الشديدة المترافقة معها ، كذلك احتمالية العواصف البردية القائمة ، والعواصف الرملية المحلية الشديدة وغالبا ما تكون لفترات قصيرة .




التحليل العلمي :
حصول امتداد حاد لمنخفض البحر الاحمر فوق الجزيرة العربية في فصل الربيع ، مع بداية تحرك الخط الاستوائي "ITCZ" شمالا متبعا حركة الشمس الظاهرية ، وسخونة الارض المبكرة الناتج من اشعة الشمس بسرعة كبيرة مقارنة مع الطبقات الجوية العلوية والمتوسطة ومقارنة مع المسطحات المائية ، واستمرار نشاط الغلاف الجوي وتحرك الكتل القطبية جنوبا ، يضع الجزيرة العربية في افضل حالاتها المثالية للتاثر بحالات عدم استقرار حتى لو كانت مجرد موجات قصيرة ضعيفة ، او امتداد ضعيف لمنخفض علوي من الجو ، حيث ان الاوضاع على السطح ايجابية جدا من امتداد كبير لمنخفض البحر الاحمر او ما يطلق عليه في هذه الفترات "RSCZ" وهي خط استوائي مصغر يؤثر على الجزيرة العربية .


ربما تكون الاوضاع في تنظيم الغلاف الجوي الحالية مشابهة شتاء حتى في الخريف ، لكن قد لا تحصل فعالية جوية ، حيث ان التاثير الاشعاعي البارد جدا للارض يحول دون نجاح توغل ناجح لمنخفض البحر الاحمر او تشكل منخفضات حرارية محلية تساعد منخفض البحر الاحمر على التمدد بسهولة والاندماج معها ، لتجذب الرياح التجارية القادمة بحر العرب نحو الجزيرة العربية ، ولتجذب الكتل الرطبة القادمة من الحوض الاستوائي الافريقي.


ان موقع الخط الاستوائي الذي يتحرك شمالا كذلك مهما ، حيث انه يسهل عملية تدفق الرطوبة نحو الجزيرة العربية ، لتسهل عملية حالة عدم الاستقرار، وحتى يبقى الهواء اكثر دفئا اثناء صعوده الى  الطبقات العلوية من الجو "ناتج من التكثيف "الطاقة الكامنة الحرارية الموجودة في البخار تتحول الى طاقة حرارية اثناء التكثف" مما يؤمن استمرارية صعود الهواء الى اعلى وحصول على المزيد من السحب الركامية القوية والسميكة  .


ان هذه العملية تدعم نفسها ذاتيا ، المزيد من السحب الركامية اليومية ، المزيد من الامطار ، المزيد من الرطوبة في مختلف الطبقات "حتى اننا نحصل على الرطوبة محليا من السحب الركامية التي تشكلت فوق الجزيرة العربية والامطار " ، فحركة التيارات الجوية الاقل سرعة في فصل الربيع ، والحرارة الاعلى تصنع لنا طقسا استوائيا حقيقا لكنه مؤقتا فوق الجزيرة العربية او ما يطلق عليه "RSCZ" .


عندما تستمر الخلايا الجوية في الصعود شمالا ، ويزداد سخونة المتن العلوي من الجزيرة العربية ، تبدأ هذه التيارات تعاني من الصعود الى اعلى لتقابل طبقات جوية منقلبة حراريا عنيدة للغاية ، لتقل سماكة السحب ، وتشتد الحرارة وتجف الاجواء من جديد وتتبخر الرطوبة .




احصائيا وفي سنوات النينا ، حيث شهد هذا الموسم طقسا شديد البرودة في اجزاء من القارة الاوروبية ، وتساقطت ثلوج كثيفة واستمرت فوق مناطقنا حتى بداية شهر مارس" بمعنى انها منذ فترة ليست بعيدة " ، ثم ارتفعت الحرارة بشكل سريع جدا خلال العشرة الايام الاخيرة فوق الجزيرة العربية ، مما ساعد على التقاء كتل حارة جدا ورطبة مع كتل شديدة البرودة ما زالت تحافظ على قوتها وتماسكها.


كذلك العاصفة الرملية الاخيرة التي ضربت الجزيرة العربية في نهايات مارس، حيث كانت الجبهة الباردة التي سببت هذه العاصفة الرملية المسؤولة الاولى طرد الكتلة الجافة الحارة التي تسيطر على الجزيرة العربية ، لتحل محلها كتل اكثر رطوبة مترافقة مع منخفض البحر الاحمر ، وسهلت على تدفق تيارات باردة علوية ومتوسطة تقابلت مع هذه الكتلة الرطبة الغير مستقرة .




والله اعلم