المتنبئ الجوي حسن عبدالله - يلاحظ في الخرائط الجوية قالب جوي يؤثر القارة الاوروبية وشمال افريقيا ويتمثل بمرتفع جوي شمال ليبيا ووسط اوروبا ومنخفض جوي مصحوب بكتلة قطبية قوية شرق القارة الاوروبية.
يعمل المنخفض المصحوب بالكتلة القطبية شرق اوروبا الى تدفق كتلة هوائية باردة نحو شمال الجزيرة العربية ووسطها، ولكن بسبب جبال الحجاز فهي لا تستطيع اكمال طريقها جنوبا غربا فيبقى جزءا منها عالقا خلف الجبال، لكن الجزء العلوي منها يبقى قادرا على التقدم وتبقى المناطق الغربية حارة ورطبة ويعمل ذلك على تطور الغيوم الرعدية بسهولة في تلك المناطق وتساقط الامطار الغزيرة، حيث تأثرت مكة المكرمة والباحة بهذه الحالة الجوية كثيرا، وتستمر الغيوم بالحركة شرقا خلف الجبال (بسبب تواجد هواء بارد خلفها) وتستمر الامطار بالتساقط لمساحات شاسعة بصحراء الربع الخالي.
ولو ننظر بشكل أكثر تفصيلا نحو غرب السعودية فوصل مستوى 500 مللي بار الى 5790 مترا فوق وسط القطاع الغربي وهو يعتبر منخفضا في هذه العروض، تزامنا مع تواجد كتلة رطبة ودافئة جدا في الطبقات دون 700 مللي بار تقريبا.
لكن يجب أن نعلم ان تأثير السواحل كان ضعيفا مقارنة مع المناطق الداخلية (مكة والطائف والباحة) الا في بعض الفترات احيانا، فكان تلاقي الهواء البارد الجاف بالرطب الدافئ يبدأ من مكة المكرمة الى الداخل كذلك ارتفاع الحرارة سطحيا في المناطق الداخلية امر مساعد كثيرا، فتتطور الغيوم وتتضاخمه فوق الجبال وتكمل طريقها احيانا خلف الجبال نظرا لتكدس الهواء البارد جدا خلفها، فمثلا لم تصل الحرارة في بيشة وتربة شرق مكة الى اكثر من 16 مئوية بينما سجلت في مكة المكرمة 36 مئوية، ويعني ذلك تطور الغيوم فوق مكة وبين مكة والطائف ثم تقدمها شرقا، ولا تتلاشى خلف الجبال لان حركة الهواء الهابطة ستكون معدومة اصلا، فالهواء البارد الجاف خلف الجبال يمنع هذه الحركة وتتحول حركة الرياح الرطبة الى الافقية فوق الهواء البارد المتكدس وليست الى العمودية الهابطة، فتبقى الامطار لمسافات طويلة فوق صحراء الربع الخالي، وتكون الامطار غالبا ذات طابع ديمي وقليل الرعد.
ويتوقع أن يبقى هذا المنخفض القوي فوق شرق اوروبا حتى منتصف الاسبوع ثم يبدأ يتحرك شرقا ويبتعد مع بداية تأقلم الجزء السفلي من الكتلة الباردة وارتفاع حرارتها سطحيا واقتراب كتل باردة من البحر المتوسط نحو الجزيرة العربية من الشمال الغربي، وهذا يعني انخفاض الضغط الجوي السطحي وانتقال منخفض البحر الاحمر الى داخل الجزيرة العربية الايام القادمة، وانتقال الامطار والغيوم بمشيئة الله الى الرياض والقصيم والمدينة المنورة ولاحقا نحو شرق السعودية، وتراجعها فوق مكة المكرمة اعتبارا من الثلاثاء.
الحالة الجوية خلال ايام الاثنين والثلاثاء وحتى الاربعاء ستكون بطابع عشوائي معقد، فالغيوم ستتطور بأمكان مختلفة بمشيئة الله وذلك بسبب انتشار الكتلة الرطبة الى داخل الجزيرة العربية، لكن بطبيعة متوسطة الشدة بشكل عام وربما شديد في نطاقات ضيقة من جنوب غرب السعودية واجزاء من وسط البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق