السبت، فبراير 11، 2012

شتاء شديد البرودة يعم على معظم المنطقة العربية والمزيد ما زال قادم خلال ما تبقى من فبراير ومارس

عاصفة قوية ثلجية تضرب شمال الجزائر


تاثرت المنطقة العربية بشتاء باردا وقارصا ، وكانت بعض الايام شديدة البرودة ،وسجلت درجات حرارة قياسية ومنخفضة ، ويعود سبب ذلك الى نشاط الجبهة السيبيرية هذا الموسم ، واشتدت هذه الجبهة لتصبح من الجبهات العظيمة والنادرة ، حيث تعمقت الى وسط وغرب المتوسط محتكة فوق مياه المتوسط مشكلة عدم استقرار شديد ، مما سببت عاصفة ثلجية هي الاعنف منذ سنوات فوق شمال الجزائر ، وتساقطت الثلوج عدة مرات ولكن لفترة قصيرة على اجزاء من بلاد الشام خلال يناير ، وما زالت درجات الحرارة المنخفضة تؤثر على معظم المغرب العربي وشمال افريقيا حتى دول شمال الجزيرة العربية ، وما زالت هذه الموجات تدخل عبر شمال الجزيرة العربية والعراق والكويت في مشرق الوطن العربي في فترات ، بينما عانت المناطق الجنوبية الشرقية من الجزيرة العربية شتاء هادئا ودافئا "الامارات وعمان " ناتج ذلك عن سيطرة مرتفع جوي عميق ومداري على معظم اجزاء هذه المنطقة طوال الفترة السابقة ، فحال دون وصول الجبهات الباردة اليها بنجاح .

خريطة من نوع "Analysis Maps"، تحدد الشذوذ الحراري للطبقة المنخفضة "850 " مللي بار ، وتقيس الحرارة على ارتفاع 1500-1400 مترا وسطيا فوق سطح البحر ، وتشير الى انخفاض حاد عن المعدل يقدر بين -0.75 الى -2.5 درجة مئوية منذ بداية نوفمبر حتى 7-فبراير ، مع العلم الشذوذ الحراري السطحي سجل معدل اقل وخاصة فوق الصحاري ناتج عن الانخفاض الحراري الاشعاعي الشديد فوق المنطقة .


وتأثرت الجزائر بعاصفة ثلجية تاريخية لم تحدث منذ 20 سنة على حسب دائرة الارصاد الجزائرية وانخفضت الحرارة الى ما دون الصفر المئوي في مناطق كثيرة ، ووصلت الثلوج الى المناطق الساحلية ، حيث كان سبب هذه العاصفة كتلة هوائية قطبية قارية من نوع "cP" اي كتلة باردة قادمة من شمال سيبيريا قام بدفعها مرتفعا جويا عنيفا وقويا مسيطر على معظم اجزاء سيبيريا وشمال القارة الاوروبية ، وتشكل مرتفع جوي من الناحية الاخرى قويا فوق المحيط الاطلسي ، مما اندفعت تيارات شمالية شرقية شديدة البرودة وعبر غرب المتوسط"حيث اكتسبت رطوبتها" وتقابلت مع تيارات جنوبية غربية قادمة من الصحاري الكبرى والمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وذلك أدى الى حالة من عدم الاستقرار الباروكلينيكي الى ان تشكل منخفضا جويا عميقا ساهم في زيادة الفعالية وتنشيط اندفاع هذه التيارات شديدة البرودة الى شمال افريقيا .







وما زالت الجزائر وغرب المتوسط وبالاضافة الى تونس وحتى شمال ليبيا معرضة لاندفاع قطبي جديد وشديد البرودة ، حيث سيتشكل منخفض جوي جديد الى الجنوب الغربي من ايطاليا ، وستتعرض المنطقة الى اندفاع قطبي حاد وشديد للغاية مؤديا الى تجدد الهطولات الثلجية وقد تصل حتى المرتفعات المنخفضة والتي تقل عن 300 مترا ، مع فرصة وصول الثلوج الى السواحل الشمالية من الجزائر خلال 72 الساعة القادمة .


وخلال منتصف الاسبوع الحالي ، ينحسر تاثير المرتفع الشمالي الاوروبي "السيبيري " ليضعف ويتقهقهر بسبب الغربيات الاطلسية الشديدة التي ستغزو القارة الاوروبية ، وهذا يؤدي الى تقدم المرتفع الاطلسي تدريجيا نحو الشرق ، لتتعرض مناطق وسط وشرق المتوسط الى اندفاعات قطبية اخرى باردة خلال النصف الثاني من فبراير .


وهذا يدل على مدى النشاط الكبير الذي يمر به الغلاف الجوي ، وتاثر المنطقة العربية بذلك بشكل مباشر .

عاصفة ثلجية عنيفة وتاريخية تضرب شمال الجزائر وهي الاقوى منذ 20 عاما


والله اعلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق